لا يخفى أنّ الثّقلين لم يؤكدا على مفهومٍ كما أكّدا على مفهوم الإخلاص، واعتبراه جوهر كلِّ عمل وحقّيته وطريق تأثيره وقبوله عند الله تعالى، وجعلا له من الخصائص ما تجعله مقصد الرّامي، ومطمع الساعي، كيف لا وبه يمتاز المخلص باختصاصات لا ينالها غيره؟
وإنّ كانت هذه الاختصاصات لا تُنال إلى من المخلصين، فليس أمام الراغب في قرب الإخلاص من المولى الكريم، إلّا التشمير عن ساعديه، وتلبية نداء أبي جعفر الباقر عليه السلام: “كونوا عباد الله المخلصين”.
وامتثال هذا الأمر لا يمكن من دون معرفةٍ بالإخلاص وطريق تحقيقه، وهذا ما سيحاول الباحث صياغته في هذه الأوراق، وقد عالج الباحث خطة موضوع الكتاب بطريقة يظن أنها أنفع في ما رجاه، ويسأل الله العلي القدير أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن ينفع به الرّاجي، ويذكر به السّاعي.
