في هذا الكتاب، ذكر الكاتب جملة تأملات في قصة أهل الكهف، ثم تكلّم عن الإعجاز التاريخي، في ما يقدر الله تعالى لنا من فهم، معتمدًا على آيات القرآن الكريم وروايات المعصومين وآراء المفسرين والتأمل في هذه الآيات.

في هذا الكتاب، سعى المؤلف إلى محاولة تأسيس إلهيات معرفية حول الجسد-الطين وعالم الناسوت المقدس (الطين). وهي الزاوية التي منها تُعاد قراءة محورية الإنسان في الدين، ذلك الإنسان بما هو تجلٍّ لعظمة مصدر الوجود ومنبعه سبحانه. ثم يبرز الكاتب المعاد كحركة عود لاكتمالات تجلّي الحقيقة الإلهية في عالم إلهيات الإنسان الأقدس.
وإذا كانت من ثمار نتوخّاها لمثل هذه الدراسة، فهي التعرّف على البناء الإسلامي لأصالة الحياة الدنيا ككاشف عن عمل إحاطة عالم الآخرة فيه، وإنّ الواصل بين العالمين هو هذا المكتمل فيها والذي أسماه الله الإنسان.

استثمار المال والموارد الطبيعيّة في الإسلام
بلال حسين ناصر الدين

أصبح البحث في الموضوعات المتعلّقة بالمال والموارد الطبيعيّة واستثمارهما اليوم من البحوث المهمّة والضروريّة، وذلك لتنامي شقّين اثنين في حياة المجتمع البشريّ، أحدهما سلطة المال، وثانيهما ازدياد العدد السكانيّ في العالم بموازاة توسّع الصناعة وتشعّبها.
إنّ لكلا الشقّين أثرًا كبيرًا على حياة الإنسان وكذلك الطبيعة، حيث إنّ الصناعة وتأمين حاجات أفراد النّاس، ويؤدّي حكمًا إلى استغلال هذه الطبيعة ومواردها والاستفادة منها، ما يحتّم استخدامها في أحيان كثيرة بطرقٍ غير صحيّة وغير سليمة تهدّد بقاءها.
ومن هنا، فإنّ الدّين الإسلاميّ، وهو الدّين الذي يحمل في طيّاته ما فيه صلاح حياة الإنسان، أكان على مستوى حياته الدّنيا أم الآخرة قد زخر تراثه بالإرشادات التي تحفظ ذلك المال وتلك الطبيعة، واضعًا العديد من الحدود التي تحدّ من طمع الإنسان وجشعه، وأيضًا العديد من الحدود التي تضمن الحياة الهانئة والسليمة بين أبناء البشر في علاقاتهم ومعاملاتهم.
انطلاقًا من هذه النظرة، فقد كان هذا الكتاب بمثابة الدّليل على ما تفضّل به هذا الدّين في هذا المستوى، جامعّا أغلب المفردات التي تتعلّق بموضوع استثمار المال والموارد الطبيعيّة، مستندًا إلى الآيات القرآنيّة وأحاديث النبيّ الأكرم (ص) وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام)، مقرونة ببعض الإشارات اللغويّة والأحكام الفقهيّة والضوابط العامّة، التي ينبغي أن يتقيّد بها الإنسان في تعامله مع المال والطبيعة.