ما هي الحكمة وراء وقوع الآفّات والبلاءات التي قد تنتشر أحيانًا حتّى تشمل كثيرًا من الدول، فيُبتلى بها حتّى الأطفال ومن لا ذنب لهم؟ وما هو موقعها في النظام الكونيّ المخلوق بحسب ما تقتضيه الحكمة الإلهية؟
يحاول المؤلّف في هذا الكتاب أن يقدّم بحثًا جامعًا نسبيًّا، يشمل على الأقلّ العناوين العريضة لهذه المسألة، وإن كان لا يدخل بنحوٍ كامل في جزئيّات هذه العناوين.
وقد عولجت هذه العناوين في بُعدَين اثنَين: البُعد النظري والبُعد العملي. المقصود من البحث النظري أنّنا نريد أن نفهم – وفق النظرة العقليّة والفلسفيّة – التوجيه العقلاني لوجود هذه البلاءات والآفّات – أو ما يُسمّى اصطلاحًا بالشرور – وعلّة وقوعها وكيفيّة حدوثها. نحاول في البحث العملي أن نعيّن الوظيفة المناسبة التي ينبغي على الإنسان أن يؤدّيها في مثل هذه المواقف.
مراعاة الفاصلة في القرآن الكريم
(دراسة في الوقوع والحدود)
مراعاة الفاصلة (التناسب الصوتي بين رؤوس الآيات) فرعٌ من فروع علم البديع، ومسألة من مسائل علوم القرآن.
جوهر البحث: هل يغيّر القرآن الكريم بعض الألفاظ، فيأتي بها على خلاف القياس من أجل التناسب الصوتي بين رؤوس الآيات؟
كانت الإجابة على هذا السؤال محل خلاف بين المفسّرين.
هذا الكتاب يعالج هذه المسألة من جهة وقوع مراعاة الفاصلة في القرآن الكريم، وحدود هذه المراعاة على تقدير وقوعها. وسيجد القارئ العزيز – خاصّة في تطبيقات الكتاب – أن للمسألة المطروحة تأثيرًا مهمًّا في علم التفسير.
في هذا الكتاب، سعى المؤلف إلى محاولة تأسيس إلهيات معرفية حول الجسد-الطين وعالم الناسوت المقدس (الطين). وهي الزاوية التي منها تُعاد قراءة محورية الإنسان في الدين، ذلك الإنسان بما هو تجلٍّ لعظمة مصدر الوجود ومنبعه سبحانه. ثم يبرز الكاتب المعاد كحركة عود لاكتمالات تجلّي الحقيقة الإلهية في عالم إلهيات الإنسان الأقدس.
وإذا كانت من ثمار نتوخّاها لمثل هذه الدراسة، فهي التعرّف على البناء الإسلامي لأصالة الحياة الدنيا ككاشف عن عمل إحاطة عالم الآخرة فيه، وإنّ الواصل بين العالمين هو هذا المكتمل فيها والذي أسماه الله الإنسان.