يعالج البحث مسألة الاستدلال باللزوم المنطقيّ لناحية قيمته المعرفيّة والمنهجيّة، ولناحية مرتكزاته، كالواقعيّة والعليّة والغائيّة، ولناحية الاستدلال به وشروط ذلك. من هنا طرح الإشكاليّة الآتية: ما هي القيمة المنطقيّة للاستدلال باللزوم في بناء المعرفة وتكثيرها وتقويمها، لا سيّما في “علم المعرفة” و”علم الوجود” و”الإلهيّات بالمعنى الأخصّ”؟ إلى أيّ مدى استطاع العلّامة الطباطبائي أن يستثمر الاستدلال باللزوم تطبيقيًّا في مجال تلك العلوم؟ وما نوع تلك التطبيقات؟ ما هي أنواع المتلازمات الخارجيّة والذهنيّة منطقيًّا؟ ما هو وجه افتراق الاستدلال باللزوم عن أنواع أنماط الاستدلالات الأخرى من الناحية المنطقيّة؟ ما هي نقاط الارتكاز في عمليّة الاستدلال باللزوم المنطقيّ؟ بأيّ نحو تتبدّى الصيغ الاستدلاليّة المنطقيّة للاستدلال باللزوم؟
والفرضيّة المطروحة في البحث تقول بأن الاستدلال باللزوم عند العلّامة الطباطبائي طريق من طرق بناء المعرفة، وطريق لتكثيرها أيضًا، وبمجالات متنوعة؛ أوّلها المجال المعرفيّ، وثانيها المجال الفلسفيّ الحكميّ، سواء أكان ذلك في “علم الوجود” أو في “علم المعرفة”، أو في “الإلهيّات بالمعنى الأخصّ”. وهو أحد الطرق الرئيسة التي استند إليها العلّامة الطباطبائي في بنائه المعرفيّ والفلسفيّ الذي يمكن استنتاجه من مجموعة من كتاباته.
هذا الكتاب عبارة عن مجموعة مقالات وحوارات متنوعة – بعضها كتب في القديم من السنين – تسلك الضوء على جملة من الإثارات والجدليّات الساخنة في الساحة الحسينيّة، كلّ ذلك ضمن معالجات علميّة تنعطف بك إلى أهدافها ونتائجها، ليمشي بك على ساحل المناقشات الهادئة بين وجهات النظر المختلفة.
وسيلاحظ القارئ الكريم المعالجة التي لا تخرج عن قالب التخصص وفهم المفاهيم، كلّ ذلك في صياغة موضوعيّة ونظم يستهويه العقل، ما يظهر أنّ مهمة القارئ هي الكشف على الأمور العلميّة والتعرّف على المفاهيم الصحيحة عبر خطة التفكيك المنظم والتحليل الموضوعي التي اتبعها مؤلف الكتاب.
هذا الكتاب هو محاولة قراءة لمسألة الحقوق المطروحة في سياسات الدول والأنظمة الوضعيّة على أرضيّة تعاليم القرآن الكريم، متناولًا البحث المفهومي من جهة، وذلك عبر استعراض المفاهيم السائدة لأهم مقولات هذا الحقل والمبادئ التي قامت عليها منظومة الحقوق في الأنظمة الوضعيّة، ومقاربتها على أرضيّة المفاهيم القرآنية وإعادة تكوين فهم مختلف لها، والبحث المصداقي العملي من جهة ثانية، وذلك عبر قراءة جملةٍ من القوانين والتشريعات الجزئيّة التي أرستها تلك التقنينات لجهة النتائج التاريخيّة التي ترتبت وتترتّب عليها، ومحاكمتها على أرضيّة التشريعات الإسلاميّة المستفادة من القرآن الكريم والروايات، في محاولة استعراض حيادي لما ينبغي أن يكون عليه واقع الحال في هذه المسألة.
اختار محمد رضا المظفر الخط الإصلاحي وركّز على التوعية والتثقيف لأهداف الإصلاح، التي تبناها وعمل من أجلها. كان يحكم المظفر منطق وروح يختص بها الأفذاذ، روح التلاقي والحوار والتسامح، منطق الدين والمصلحة العليا للأمة. وكان يرى أنّ خطر التدافع والصراع الطائفي خطرًا وجوديًا يهدد كيان الأمة الإسلامية. إذًا في ضوء هذا الكتاب نرى أنّ الشيخ محمد رضا المظفر لم تفارقه فكرة الإصلاح وتجديد الوسائل والتعاطي مع استحقاقات الزمان.
يسرد هذا الكتاب تفاصيلَ حادثةٍ عجيبةٍ وقعت مع أحد جرحى الحرب من مدافعي الحرم، حيث مات لمدة ثلاث دقائق، ثم عاد إلى الحياة على أثر صعقة كهربائية، فنقف على الأمور التي رآها في هذه المدة، والتي كان لها الأثر العظيم في تحوّله إلى شخص جديد، ذي خصالٍ حَسَنةٍ غايةَ الحُسن، وهمةٍ وخُلُقٍ رفيعَين غايةَ الرِفعة.
فما هي هذه الأحداث؟ وأي أثر يمكن لها أن تترك على قارئها؟
الأمر رهنٌ بقراءة هذا الكتاب.
هذا الكتاب هو من سلسلة القصص الهادفة للشباب، وهي تتناول موضوع الإلحاد وهي هادفة لتقوية عقيدة الشباب في ظلّ هذا التفلّت المجتمعي، ولكي يستطيع الشباب مجابهة هذا الغزو العقائدي الشديد بأفكار علمية رصينة وأدلة عقلية وعلمية قوية.
كان هذا الكتاب ليُعين الأهل والمربّين في تشكيل صورة واضحة كخارطة طريق تحتاج إلى ترشيد وتطبيق لتغتني بالتجارب، وتزيد أنامل الأهل ولمساتهم إليها ما يرفدها بمفاهيم أكثر دقة وغنى، تاركين فروع الدين والتعاليم الإسلامية الأخرى للحديث عنها في ما بعد. وقد تناول هذا الكتاب مواضيع في معرفة الله، أهمها: ضرورة معرفة الله في حياة الطفل، أسئلة الطفل وردّ الأهل عليها، الطفل والقرآن والدعاء والمسجد.
تعتبر مفردة “البصيرة” واحدة من المفردات والمفاهيم التي حازت الكثير من الأهميّة على طول تاريخ الإسلام، وقد كانت كذلك في تاريخنا المعاصر ولا تزال، وقد استحوذت البصيرة على تأكيدٍ خاصّ في الثقافة الإسلاميّة، ومن هنا، كان لا بدّ من التصدّي لهذا البحث وطرحه من زواياه المختلفة. إذ من شأن الإدراك الصحيح لمفهوم البصيرة وماهيّتها، وضرورة البصيرة وأهميّتها، وعوامل اكتساب البصيرة وارتقائها في المجتمع، وموانع اكتساب البصيرة ومعيار تحديد البصيرة وملاكه، من شأن كلّ هذا أن يعالج الكثير من المعضلات والمشكلات في هذا الميدان.
في هذا الكتاب، حاول الكاتب الوقوف على جملة من منطلقات التجهيل التاريخي الذي ما زلنا منغمسين فيه. تناول هذا الكتاب مفهوم الجهل والتجهيل في ستة فصول: في الهوية والمنشأ، والأهداف والأساليب، والآثار، والمعالجة. وقد جاء عرضها بأسلوب واضح وموجز ومباشر.
الإنسان مجبول على أن يتحرك تبعًا لخارطة طريق يؤمن بها مسبقًا، وهو محكوم في منعطفات حياته كافّة بضرورة اختيار أحد طريقين:
إما ولاية الله، وإما ولاية الشيطان، وبصرف النظر عن بواعث الإيمان ومباني الاعتقاد من جهة الصحة أو عدمها، يحاول هذا الكتاب أن يقدّم قراءة للموقف بالطريقة القرآنية، عبر رصد سلسلة من الأحداث المشخّصة قرآنيًا، والتي تختصر طريقة الكشف عن الإنسان، وجدليّة تحديد مصير الولاء بين المراد السماوي من جهة والأرضي من جهة أخرى.
وقد حدّد القرآن ما ينبغي أن يمتاز به المرء حتى يلتحق بمعسكر الولاء لله تعالى، وكذلك السمات التي تدفع إلى اختيار الطاغوت، وهذه الثنائية المتقابلة ثنائية ممتدة متصلة منذ بدء الخليقة حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
إنّ أكثر ما ينبغي أن يعني إنسان اليوم هو تحديد الموقف، بعد فرض الاطّلاع على المقدمات المؤهلة للتحرك في دائرة الولاء لله تعالى، والاستزادة بكل الأدوات الممكنة لمواجهة دوافع التحرك صوب الولاء الطاغوتي.
من بين العناوين التي يمكن لذهن الإنسان أن يحشدها عند التأمّل في العوامل التي تساهم في تقرّب العبد إلى ربه سبحانه، تتربّع مسألة “معرفة الله” على عرش الأولوية، وتنفرد بكونها المدخل الأساس الذي لا بد منه للإنسان كي تتحقّق فيه حقيقة العبودية، ويصل تاليًا إلى درجات القرب الإلهيّ، وهو الهدف الذي لأجله خلق الله الخلق وأوجدهم.
إلّا أنّ “معرفة الله” حق المعرفة مرهونةٌ بجملة عناوين من أهمها “معرفة الإمام”، والتي تعتبر أصلًا من أصول الاعتقاد ومدخلًا أساسًا لتحقّق تقرّب الإنسان من ربّه. ولهذا، كان لا بدّ لكل موالٍ من السعي إلى الارتقاء بهذه المعرفة.
تدور مطالب هذا الكتاب في فلك العنوان المطروح أعلاه، وهو “معرفة الإمام”، وهو يحوي مجموعة دروس عاشورائية لآية الله الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي (قده) حول هذه المسألة، كان ألقاها في شهر محرم الحرام من العام 1142 هـ، فُرِِّغت وتُرجِمت وقُرِّرَت بلغة علميّة تعينٍ الطالب على الخوض في بحر معرفة الإمام، عسى أن يكون ذلك عاملًا معينًا له في سيره إلى الله.
هذا الكتاب هو مجموعة من المباحث المستقاة من كلام الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي، مضافًا إلى مجموعة من البيانات القيّمة التي قدّمها الشيخ في ندوة حملت عنوان “منهجية الإصلاحات وأصولها”، وقد أدرجت في هذا الكتاب لتهدي طالبي الحقيقة إلى نور الحقيقة، وتكشف النقاب عن الوجه الحقيقي لمدّعي الإصلاح.
تدور فصول الكتاب حول الحركة التعبوية في الإسلام، فنتعرف عبر الكتاب على ماهية التعبئة وصفات التعبويين ودور التعبئة في مختلف الميادين الثورية والثقافية والاجتماعية.
مجموعة مقالات خطتها أيدي أساتذة متخصّصين في الفلسفة الإسلاميّة، يطرحون فيها جملة مساءلات لمفهوم الوجود، سعيًا منهم إلى ترتيب مباحث في واقعيّته على ذلك.
لا يمكن للباحث في علم الكلام أن يتغاضى في قراءته لسياقات بناء المنظومة الكلاميّة الإسلاميّة عن دور الشيخ الطوسي وموقعيّته في هذا الإطار، فقد لعب الشيخ في هذا المضمار دورًا مهمًا ومركزيًّا مشهودًا، إذ يعتبر الباحثون أنّ إليه وإلى أستاذَيه المفيد والمرتضى يرجع الفضل في تشييد أركان الفكر الكلاميّ الإماميّ وبلورة طروحاته، في مختلف مواضيعه ومسائله.
ولئن كان دور الشيخ الطوسي في هذا المضمار على هذا المستوى من الأهميّة، فإنّ طروحاته الكلاميّة لم تحظَ – كأنظومة متكاملة – بالاهتمام الكافي من الباحثين المعاصرين، فإنّك قد لا تجد في الأعمال البحثيّة الكلاميّة أيّ معالجة خاصّة بفكر الرجل الكلامي، بل الأمر مقتصر على بعض الأبحاث المجتزأة التي لا تفي بالمطلوب.
ومن هنا، فقد سعى المؤلّف في هذا الكتاب إلى جمع النظريات كلّها التي تشكّل مدرسة الشيخ الطوسي الكلاميّة، ولم يقتصر في عمله هذا على تجميع آراء الشيخ وطرحها فقط، بل عمد في كل أبواب الدراسة إلى البحث في جذور الخلفيّة الفكريّة التي ينتمي إليها الطوسي، وإجراء بعض المقارنة مع من عاصره من المتكلّمين، ليتسنّى بذلك للقارئ الوقوف على بحث تحليلي مقارن مكتمل العناصر في ما يتعلق بالمنظومة الكلاميّة للشيخ الطوسي.
نشهد اليوم في الأوساط العلميّة والأكاديميّة تداولًا واسعًا وحضورًا فاعلًا لمسائل نظريّة المعرفة وقضاياها، لأسباب ودوافع مختلفةٍ. ولمّا كانت تلك المسائل والقضايا تشكّل الأساس المعرفيّ لجميع العلوم، فقد وقع تحت تأثيرها غير واحدٍ من المقولات والمعتقدات كالمعارف الدينيّة والأخلاقيّة. ومن هنا كان التوافر على مبنًى علمي معقولٍ فيها ضمانًا لسلامة المنظومة الفكريّة والدينيّة والأخلاقيّة للبشر كافّةً.
إلّا أنّ ما يؤسف له أشدّ الأسف أنّ أوساطنا العلميّة والجامعيّة – لمكان تطوّر حركة الترجمة في نظريّة المعرفة الغربيّة – باتت أكثر معرفةً بها من نظريّة المعرفة الإسلاميّة، كما يُلاحظ ذلك بوضوحٍ بين طلبة الفلسفة وسائر الاختصاصات العلميّة ذات الصلة.
ولعلّ السبب في نشوء هذه الإشكاليّة يرجع إلى قلّة المصادر الإسلاميّة في هذا المجال، كما هو واضحٌ.
بين يديّ القارئ محاولةٌ غرضها الاستجابة لحاجة الأوساط المعرفيّة إلى تبيين أصول هذه النظريّة، بالاستناد إلى المباني العقليّة والبرهانيّة القويمة، وبالاستمداد من أفكار الفلاسفة المسلمين وآرائهم، مع عرض أهمّ مباحثها على مستوى الدراسات الأوّليّة عرضًا منطقيًّا.