بين يديك كتابٌ بحثنا فيه عن الوجود وأحكامه، وما يستتبع تلك الأحكام، متوسّلين في ذلك العقل، وما يمليه منطقه. وموضوع البحث يصبّ في النهاية في خانة الإجابة على الأسئلة الرئيسة لوجودنا كمخلوقات منتمين إلى هذا الكون، وهي أهمّ أسئلة يطرحها الإنسان العاقل.
اتّبعنا في البحث مستويات عدّة من الاستدلال، ويبتدئ البحث بالمسألة الأنطولوجية (الوجودية) بالضرورة، أي البحث عن أحكام الوجود بما هو وجود. وأثرنا أن نمشيَ خطوةً خطوة، بحيث تكون كل خطوة مستدَلًا عليها ومبرهنةً بالعقل فقط، وأن نستنتج ما يعطيه الدليل بالقدر العادل، فلا نحمّل الدليل نتيجةً أكبر من المدعى، أو نكلّفه بأكثر مما يحتمله؛ وبالتالي فإنّ هذا الكتاب يعدّ دقيقًا في معطياته، حذرًا في استنتاجاته، لا يريد استمالة العاطفة، أو تملُّق الهوى، أو تقليد السلف، بل يبتدئ والذهن صافٍ من أي فكرة، ليس في أفق مبتغاه أي حكم أو عقيدة، إنّما يريد أن يتّبع الدليل وما يعطيه فقط. يبتدئ بالشك والجهل، ويمرّ بالتفكير والتأمل، وينتهي بالعلم. ينطلق باللا أدرية، ويمارس ما أُعطي من قدرة إدراكيّة مفكرّة لكي يدري، إنْ استطاع ذلك.
يمتاز الكتاب بأنّه صياغة جديدة لما يُصطلح عليه “الإلهيّات بالمعنى الأخص”، وأدخلنا اللغة الرياضياتية في البحث، التي طالما آمنّا بأنّها لغة يجب أن تصاغ الفلسفة بها قدر المستطاع.

إنّ الفرضية الأساس التي أسّس عليها المؤلّف بحثه هي أنّ علم المنطق – الأرسطي أو الرياضي – تحكمه أصول ومبادئ وقضايا وتطبيقات معيّنة، شأنه في ذلك شأن أيّ علم آخر ذي أصول موضوعة؛ مثل الهندسة الإقليدوسية، ولا بدّ من أن نتوقّع منه أشياء محدّدة ومعروفة، بينما تقول الفكرة السائدة إنّ المنطق وسيلة لجميع العلوم والأفكار، ولذلك على كل إنسان ينوي تعلّم علم أو فكرة، أن يتعلّم علم المنطق أولًا، وإلّا فسيقع في الخطأ والانحراف في طريق التعلّم وفي مسار أفكاره.
ولكن الجليّ أنّ العلماء والمفكرين قبل أرسطو وبعده كانوا يجيدون الاستدلال ولذلك بقيت أفكارهم حيةً حتى اليوم، كما أنّ أرسطو نفسه لم يكن قادرًا على استخدام نظامه المنطقي لتبرير النظام نفسه، وإلّا لكان ذلك مصادرة على المطلوب. ومضافًا إلى ما مرّ، فإنّ ظهور المنطق الرياضي مقابل المنطق الأرسطي خير دليل على أنّ المنطق القديم لم يكن ليلبي حاجات العلماء والمفكرين، وإن كان ذلك لا يعني أنّ المنطق الرياضي قادر على تلبية جميع الحاجات والتوقعات التي تم ذكرها سابقًا.
إنّ ميزة أيّ علم ذي أصول موضوعية هي قبوله للتعددية، فهذه التعددية في ساحة المنطق تعدّ اليوم من مسلّمات هذا العلم، إذ إنّ كتبًا قد أُلّفت تحت عنوان “أنواع المنطق” “وفلسفة أنواع المنطق”. ولكن من جانب آخر، نعلم جيدًا أنّ هناك منطقًا فطريًا عامًا يسود جميع البشر، بحيث إنّ البشر يدركون جيدًا استدلالاتهم في ما بينهم، ويقومون بنقدها، ولولا وجود هذه الفطرة الاستدلالية المشتركة بينهم لكان توقّع الفهم والنقد المتبادلين في ما بينهم عبثًا.
وكتاب “فن الاستدلال” هو تقرير عن هذه القوّة العامة الموجودة عند البشر للفهم والاستدلال. وقد طُرح هذا الفن في علمي المنطق بنحو أو بآخر واستخدُم فيهما؛ مع التذكير بأنّه طرح في المنطق القديم على شكل القياس الاستثنائي، وفي المنطق الجديد على شكل ما وراء اللغة وقاعدة الاستنتاج.

كتاب يشرح عددًا من المقاطع الواردة في الأدعية المركزية العالية المضامين، التي ورد الحثّ على المواظبة عليها والتأمل في أبعاد مطالبها، وهي: دعاء الافتتاح، ودعاء أبي حمزة الثمالي، ودعاء مكارم الأخلاق، إضافة إلى قسم يشمل أبحاثًا مختصرة حول الدعاء في بداية الكتاب.

هذا الجزء الثالث الأخير من رواية “تسبيحة الزمن” التي خطتها أنامل الكاتبة رويدة الدعمي بأسلوب ممتع وسهل ومحبب ورائع، وهفت إلى ذكر نصائح وإرشادات لتحسين أخلاق الشباب والآباء لزيادة ارتباطاتهم يأهل البيت (ع) وخاصة الإمام الحجة (عج).

وحده الصدر كان يقاتل.. تسكن في أعماقه ثورة وتبرق في عينيه رؤى كربلاء.. يوم كان الحسين (ع) يقاتل وحيدًا وكانت الأمة تمجد عجلا اسمه يزيد. وكان على الحسين أن يذبح ليوقظ بدمائه التاريخ والحضارة والإنسانية.
كتاب يتحدث عن محطات من حياة الإمام الشهيد محمد باقر الصدر، كما يحمل الكثير من النقاشات والتساؤلات حول المعتقدات الشيعية وغيرها.

دراسة تفصيلية في بعض أحكام الجسم الفلسفيّة ولوازمها في الإلهيات: انشعب البحث الفلسفي إلى أقسام نظرية وعملية، والنظرية منها كان لها أقسامٌ كذلك من الحكمة الطبيعية والرياضية، وصولًا إلى الحكمة الإلهية، التي تمثل فلسفة الوجود، التي هي محل التدارس والبحث في هذه الأزمنة في الحوزات العلميّة، لكن لا يخفى أنّ الطبيعيّات الفلسفيّة، التي تشتمل على مباحث رياضية وهندسية وطبيعية لم تكن بمعزل عن فلسفة الوجود عند الفلاسفة المسلمين، وموقع هذا المتن الذي بين أيدينا هو الإضاءة على شيء من هذا الترابط بين الموضعين -الفلسفة الطبيعية والفلسفة الإلهية-

الحديث حول المرأة ومكانها وقيمتها ودورها وهويتها وتحليل المرأة على المستوى الطبيعي والمستوى الاجتماعي، وصولًا إلى البحث حول حقوق الأنثى وهو الأهم في دراستنا هذه.

لا يمثل نهج الإمام الخميني (قده) مجرّد أطروحة نظرية علينا استكشاف ركائزها واعتماداتها ولوازمها، بل هو نمط حياة إيمانية ثورية، تقوم على رؤية نظرية، وتنعكس في أطر مجتمعية وسياسية. وقد تميّز هذا النهج إلى درجة استدعت من باحثين وسياسيين وقادة رأي أن يسمّوه إسلام الخميني، في الوقت الذي اتجه الأمناء على هذا النهج إلى إطلاق اسم الإسلام يرتكز على دعامتي النص والعقل، وأنّ غير ذلك هو هوى وتفسير بالرأي وأنّ الاجتهاد العلمي المرتكز على هاتين الدعامتين هو الأمر المفتوح، وأنّ الاختلاف إنما يكون في دائرة محور النص والعقل الكاشف للحقائق.
وخير من نهج منهج الإسلام هو الإمام الخميني بمشروعه في سبيل تشكيل حكومة إسلاميّة. وقد تناول الكاتب في الكتاب: مواصفات قائد النهج. ثمّ تطرّق إلى كيفيّة تقديم السيد نصر الله نهج الإمام الخميني (قده)، وبعدها عند الإمام الخامنئي، التوجيهات المعنوية للإمام (قده) وأبعاد الإسلام المحمّدي الأصيل على الصعد كافّة.

يعدّ هذا الكتاب لـ”إريك غريلو” من الكتب الأساسيّة التي أوضحت معالم فلسفة اللغة، فهو مصدرٌ لا بدّ منە لكلّ من يريد أن يتعرّف على هذا الفرع المعرفيّ، فيُظهر كيف تطوّرت العلاقة بين اللغة والفلسفة، من علاقةٍ جانبيّةٍ، تقارب من خلالها الثانية الأولى من خلال العلاقة مع موضوعات أخرى، أو بالانطلاق من أواليّات اشتغالە الداخليّة، إلى فرعٍ معرفيٍّ قائمٍ بذاتە، أنتجە “المنعطف اللغويّ”، الذي تتضافر فيە شروط ثلاثة: أولها طرح سؤال اللغة جذريًّا؛ والثاني الرغبة في قاموس تأويليّ جديد؛ وأما الثالث، فالتواطؤ المعرفي على إشكاليّة واحدة. فالكتاب بحدّ ذاتە ضرورة لكلّ طالب يريد التعرّف على هذا الفرع المعرفيّ، فهو، على صغر حجمە، يقدّم مادةً غنيّةً عن تاريخ الفرع، وأبرز مراحلە المنهجيّة، ففيە يعود بنا الكاتب إلى البدايات، ويعقد المقارنات، ممّا يجعل منە كتابًا يستحقّ الترجمة، خاصةً في ظلّ افتقار المكتبة العربيّة إلى مثل هذا النوع من الكتب التخصصيّة، التي تعمل على الموضوع بحصافة ومعرفة دون أن تُغرق نفسها بهم الإطالة والإسهاب.

الدولة العلمانية ليست تسمية تاريخيّة، إنّها مظهر لتحوّل معرفيّ، انبنت على قول فلسفي وتبدّل في البنى الاقتصاديّة والسياسيّة والاجتماعيّة. إنّها تعبّر بنحو جليّ عن تطوّر في نمط الحياة الأوروبيّة. هذا البحث سيعمل على مفهوم الدولة العلمانيّة، إذ عاد إلى الأصل المرجعي، فبحث عبره عن الجذر، ثمّ انطلق إلى القرون الوسطى وصولًا إلى الحداثة. وقد قسّم هذا البحث إلى ثلاثة فصول: 1- الأسس المرجعيّة للعلمانيّة، 2 – الأسس المعرفيّة للعلمانيّة، 3 – علمانيّة الدولة في التجارب الغربيّة. ختامًا، أتى هذا البحث ليسدّ ثغرة في المكتبة العربيّة، التي تعاني من نقص حول هذا الموضوع.

إنّ فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يمكن أن تُترك البتّة؛ إذ لو نُسيَت هذه الفريضة في زمانٍ ما، فإنّ الدين سوف يزول، ولن تُقام أيّ فريضة. ولكنّ الشياطين يعملون على وضع مختلف الخطط في هذا المجال بغية أن يخرجوا منتصرين في جميع الجولات.
وفي هذه الأيّام، تُعتبر الحريّة صنم عصرنا، حيثُ يُعبد صنم الحرّيّة هذه مكان الله تعالى. ومن البديهي أنّه لو أخذنا الحريّة بمعناها الغربي – والتي على أساسها لا يحقّ لأحد أن يتدخّل في أمور غيره – فإنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يُصبح منافيًا للحرّيّة باعتباره تدخّلًا في شؤون الآخرين. ومع وجود مثل هذا التنافي، ينبغي على الفرد أن يختار، فإمّا أن يقبل هذه الحرّيّة ويضرب بأحكام الله عرض الجدار، وإمّا أن يسلّم لأحكام الله ويضع هذه الحرّيّة جانبًا. ولهذا يُعتبر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من وجهة نظر الغربيّين فضولًا وتدخّلًا في شؤون الغير، مع أنّه يُعدّ من ضروريّات الدِّين وأوجب الواجبات الإسلاميّة. وعلى أساس هذا التفسير للحرّيّة، فمضافًا إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تُصبح بعض فروع الدين الأخرى كالتولّي والتبرّي والجهاد والحج مرميّةً جانبًا، حتّى تصل الأمور بعد ذلك إلى أن لا يبقى من الإسلام شيء.
في هذا السِّفر كلّ ما يتعلّق بالفريضة العظمى المنسيّة: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، من تعريفها ومراتبها، مرورًا ببيان مصاديق مشتبهة للمعروف والمنكر، وصولًا إلى أساليب الأمر والنهي، واقتراحات عمليّة لتفعيل هذه الفريضة.

تدور الأحداث التاريخية في هذه الرواية حول مولانا الإمام علي بن الحسين السجاد عليه السلام فينتقل كمال السيد من مولد الإمام ومرورا بما جرى على أبيه عليه السلام في كربلاء وجرى من أحداث بعد ذلك في ذلك من أمور ويتنقل بين صفحات الرواية إلى صفات الإمام عليه السلام ويذكر قصصا عنه وأدعية له بصورة جميلة وأدبية قل مثيلها، ويختم الكتاب بوفاة الإمام عليه السلام.