كتاب “العصفور” قصةٌ توثّق أحداث يومَيْ التاسع والعاشر من شهر “دي” في العام 1357هـ.ش. في مدينة مشهد المقدسة، بأسلوبٍ يُعرف غالبًا باسم “الرواية السينمائية”، إذ تترافق الرسوم خطوةً بخطوة مع النص، وتشكّل في حد ذاتها سردًا لأقسام من القصة.
تقوم قصة هذا الكتاب على ثلاثة أركانٍ أساسية: الأول، هو الأحداث التي حصلت في هذَين اليومَين في مدينة مشهد المقدسة، إذ وَرَد القسم الأكبر منها في هذه القصة. الثاني، هو ذكريات آية الله خامنئي عن ما جرى في هذَين اليومَين، ويرد في متن القصة كلام منقول عن سماحة السيد بخطّ غامق (Bold)، دون إجراء أي تعديل أو تدخّل أو تحرير لهذه الكلمات، فقد نُقِلت حرفيًّا كما هي. والركن الثالث هو شخصية فتى ذكي ومحنّك في تلك الأيام، كان يلقّب بالعصفور، وكان له دور بارزٌ في الأحداث والمجريات التي حصلت في تلك الأيام.

تتعدى دراسة العلاقة الأميركية السعودية في أبعادها ومسارها طرفي العلاقة. إنّ فهم هذه العلاقة واستشراف مستقبلها يشكّل ضرورة لتوقّع ديناميات المنطقة ومباني نظامها المقبل وقيمه، بل إنّ مآل هذه العلاقة يساهم بنحو أو بآخر ويؤشّر إلى طبيعة النظام الدولي والتوازنات المتوقّعة له.

وننوّه أنّه منذ 11 أيلول 2001 لم يعد في الإمكان فهم هذه العلاقة وتوقّع مستقبلها بالمقاربات التقليديّة، بل باتت تحتاج إلى البحث عن أدوات معرفيّة جديدة ومحاولات لإنتاج مقاربات تساير مجمل المتغيرات التي أثرت على هذه العلاقة وما زالت، والسياقات السياسيّة المتوالدة واتجاهات الرياح.

يحاول هذا الكتاب أن يفهم هذه العلاقة بمنظور جديد نسبيًّا، ويتأمّل في مستقبلها في هذه اللحظة التحوّلية من عالم اليوم.

تدور فصول الكتاب حول الحركة التعبوية في الإسلام، فنتعرف عبر الكتاب على ماهية التعبئة وصفات التعبويين ودور التعبئة في مختلف الميادين الثورية والثقافية والاجتماعية.

إنّ فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يمكن أن تُترك البتّة؛ إذ لو نُسيَت هذه الفريضة في زمانٍ ما، فإنّ الدين سوف يزول، ولن تُقام أيّ فريضة. ولكنّ الشياطين يعملون على وضع مختلف الخطط في هذا المجال بغية أن يخرجوا منتصرين في جميع الجولات.
وفي هذه الأيّام، تُعتبر الحريّة صنم عصرنا، حيثُ يُعبد صنم الحرّيّة هذه مكان الله تعالى. ومن البديهي أنّه لو أخذنا الحريّة بمعناها الغربي – والتي على أساسها لا يحقّ لأحد أن يتدخّل في أمور غيره – فإنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يُصبح منافيًا للحرّيّة باعتباره تدخّلًا في شؤون الآخرين. ومع وجود مثل هذا التنافي، ينبغي على الفرد أن يختار، فإمّا أن يقبل هذه الحرّيّة ويضرب بأحكام الله عرض الجدار، وإمّا أن يسلّم لأحكام الله ويضع هذه الحرّيّة جانبًا. ولهذا يُعتبر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من وجهة نظر الغربيّين فضولًا وتدخّلًا في شؤون الغير، مع أنّه يُعدّ من ضروريّات الدِّين وأوجب الواجبات الإسلاميّة. وعلى أساس هذا التفسير للحرّيّة، فمضافًا إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تُصبح بعض فروع الدين الأخرى كالتولّي والتبرّي والجهاد والحج مرميّةً جانبًا، حتّى تصل الأمور بعد ذلك إلى أن لا يبقى من الإسلام شيء.
في هذا السِّفر كلّ ما يتعلّق بالفريضة العظمى المنسيّة: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، من تعريفها ومراتبها، مرورًا ببيان مصاديق مشتبهة للمعروف والمنكر، وصولًا إلى أساليب الأمر والنهي، واقتراحات عمليّة لتفعيل هذه الفريضة.

يقدّم الكتاب مجموعة من الدروس القرآنية التي ألقاها الإمام الخامنئي على منبر مسجد الإمام الحسن المجتبى (ع) في مدينة مشهد في شهر رمضان المبارك من العام 1353 هـ ش. الموافق للعام 1974 م.
وتتجلى أهميّة هذا الكتاب بلحاظ الخصائص التي يتوافر عليها، وهي:
– إلقاء الضوء على النتاج المبكر للإمام الخامنئي (د ه) قبل الثورة الإسلامية المباركة، فيمكننا بالتالي عبره التعرّف على نصّ شكّل رافدًا من روافد النهوض الإسلاميّ، ويمكن اعتباره بحدّ ذاته دعامةً من أجل بناء وعي إسلاميّ أصيل.
– منهجيّة التفسير المتّبعة، والتي تؤكد على إعادة ربط الدين والرؤية المؤسَّسة على القرآن الكريم في الحياة السياسيّة والاجتماعيّة للأفراد.
– طرح الموضوعات العقائديّة انطلاقًا من عمليّة بناء المسؤوليّة والالتزام العملي، في سبيل ترسيخ فاعليّة الإنسان المسلم، بعيدًا عن المنهجيّة السائدة في الطروحات العقائديّة القائمة على طرح المفاهيم المجرّدة وحدّها في قوالب النفي والإثبات.
– تقديم منهجيّة تفسيريّة متكاملة، تقوم على أساس جدليّة النص والواقع، وتؤكد على ضرورة الارتباط بالنصّ بما هو مصدر التعاليم الإسلاميّة السامية، وبما يطلبه من الإنسان المؤمن بحقانيّته من ديمومة سؤاله ليصل إلى الإجابات الشافية.
هذه الخصائص وغيرها تسمح لنا أن نقول إنّ هذا الكتاب يشكّل بحقّ أحد أهمّ الركائز النظريّة والمؤسّسة لرؤى الفكر الإسلامي الأصيل.