ظاهرة التكفير وبصمتها المعلوماتيّة
جذور الماضي وأوراق العالم الرقميّ
المجلّد الثاني
باقر درويش
لم يكن من الصعب اختيار مقطع لهذا المجلّد من مشروع الكتاب التفاعليّ، فالقارئ إن كان مستعدًّا للخوض في مقاربة مختلفة عن السائد، جديدة في الشكل والمضمون حول التيّارات والفرق التكفيرية المعاصرة، فعليه أن لا يتردّد في اقتناء هذا الكتاب الذي يعد قرّاءه بمعالجات مبسّطة ومعمّقة وتفاعليّة للتكفير بدءًا من جذور ماضيه، ووصولًا إلى فرقه المعاصرة التي اجتاحت مساحات جغرافيّة، بل وعالمنا الرقميّ أيضًا.
“حين طلب مني اختيار مقطع ما لوضعه على غلاف الكتاب، أصابتني الحيرة قليلًا، قبل أن أنتهي إلى التالي:
1. لقد شكّل الكتاب للشباب الذين تفاعلوا مع مضمونه قبل طباعته استفزازًا معرفيًّا وتحدّيًا، حتى أكثر بعضهم من الاستفسار عن زمن طباعته.
2. وأمّا من لم يسبق له أن اتصل بالمادة المعرفيّة له، فعليه التنبّه إلى أنه يحوي مطالب متنوعة: معرفيّة، وأخلاقيّة، ومواضيع ثقافيّة عامّة، وعلميّة تخصصيّة، وحتى فلسفيّة…
وإن كان لا بدّ من تعريف للكتاب يراعي الفئتين لأمكن القول:
إنّ الكتاب رحلة معرفيّة تسعى إلى بيان أنّ وجود الإنسان ليس مجرّد وجود جسمه المادّي، وإنما هو توالفٌ لمجموعة واسعة من القوى (النباتيّة، والحيوانيّة، والذهنيّة، والعقليّة) التي أودعها الله فيه والتي لا تتوقّف عن الحركة نحو الكمال.
حركة يمكن أن تُلحظ على صعيد الأفراد، ويمكن أن تُلحظ على صعيد الجماعات:
تعارفًا كما أوصى القرآن، أو صراعًا كما هو قائم في عالمنا، للأسف…
وكلّ ذلك وفق معادلة الولاية والعداوة التي استخرجنا منها معايير تشكّل الجماعات، وذلك بعد أن عرّفنا الأمم كظواهر اجتماع بشري لها تجلّياتها في كل عالم بحسبه، لا سيّما في عالم المعلومات الذي لا بدّ أن تقرأ فصول الكتاب للتعرّف عليه، إذ لم يُسمع الكثير عنه من قبل”.
إذا حوّلنا النظر إلى شعر الحداثة، لنلقيَ الضوء على هذه العلاقة بين الرّمز والثّقافة، فإنّنا نجد جُلَّ القصائد الحديثة تولي أهمّية بارزة للرمز، وهذا يُشير إلى رغبة الشعراء في تجاوز الأدوات التعبيريّة التقليديّة إلى أدوات تعبيريّة حداثيّة في مقدّمتها الرمز، لتنهض بعبء التجربة، وتؤسّس لقيمٍ شعريّةٍ جديدة، تكون بدورها علامات ثقافيّة قادرة على تغيير الواقع وإعادة تشكيله وفاق رؤية الشّاعر.
وإنّ الحديث عن الرمز عند شعراء الحداثة، يفرض علينا تسمية ثلاثة منهم، هم: محمود درويش، ومحمد علي شمس الدين، وكمال خير بك. ولأنّ العالَم كان عالمًا متحوّلًا عند هؤلاء الشعراء من حالٍ إلى حالٍ، تحوّلت أدواتهم التّعبيريّة، وفي مقدّمتها الرمز، وذلك تبعًا للمجرى العميق الذي اتخذته حركة التأريخ لنفسها. وهم قد لجؤوا إلى الرّمز في سياق نصّهم الشعريّ قصد إنتاج الدلالة الشعريّة التي تعبّر عن رؤيتهم والتي تتجاوز ما تعيه ثقافة عصرهم، فتلتقط، بوساطة الرمز، المشارب التي اتخذها التاريخ منفذًا له نحو المستقبل.
وفي هذا الإطار، تبرز أسئلة عدّة، هي: هل استطاع كلٌّ هؤلاء الشعراء، بوساطة أدواتهم التّعبيريّة (الرمز)، وما يحملون من مكوّن ثقافيّ، الإمساك بالمراحل والتحوّلات التأريخيّة والسياسيّة التي واجهتهم وعاشوها بقوّتها وضعفها، بتفاؤلها وتشاؤمها؟ وكيف تحوّلت أداتهم التّعبيريّة (الرمز) في قراءة ما رأوه؟ وهل كان هذا التحوّل مسايرًا لحركة الأحداث التأريخيّة واتجاهاتها بما تمثّل من ثقافات سائدة كانت تقوم بعبء المرحلة، أو مختلفًا بالرؤية والاستشراف للمرحلة التي تقودها تلك الثّقافة؟
إنّ الإجابة عن هذه الأسئلة ستكون مدار البحث في نصوص هؤلاء الشعراء، وتشكّل قراءة لرصد الرموز موضوع الدراسة عندهم، والإشارة عبر ذلك إلى قدرتهم الاستشرافيّة الكامنة في ثقافتهم القادرة على الكشف عن إشارات الهزائم وإشارات الانتصار التي تشهدها الأمّة، الطارحة على الثقافة السائدة أسئلة حرجة لم تستطع الإجابة عنها تلك الثقافة.
كانت هذه الدراسة لمناقشة جزء من الفلسفة الطبيعيّة، وهو ما يُسمّى بـ”نظريّة المكان الطبيعي”، مستعملًا المنهج التحليلي للنصوص والمنهج التاريخي لمقارنتها بآراء الفلاسفة السابقين على الشيرازي واللاحقين عليه.
تناول الكاتب في التمهيد ثلاثة أقسام: 1- إشكالية المكان عبر التاريخ، 2و3- أهم المفكرين القائلين بالبعد والمفكرين القائلين بالسطح، مُدخِلًا نظرية المكان الطبيعي عند الشيرازي. ثم الفصل الأول: أهم العوامل الفاعلة والمؤثرة في فلسفة المكان الطبيعي ذات الصلة بالموضوع، الفصل الثاني: نظرية الشيرازي عن طريق وجود المكان وتحديد طبيعة المكان، مسلطًا الضوء على الجانب النقدي الذي مارسه ملّا صدرا أثناء عرضه الآراء الفلسفية السابقة والرد عليها بالأدلة العقلية مستفيدًا من نصوص الفلاسفة الذين سبقوه بصورة نقدية. في الفصل الثالث، اتصلت الدراسة بموضوع المكان اتصالًا متقاربًا من حيث تصور المكان عند الفلاسفة السابقين واللاحقين.
كان المصدر الرئيس في هذه الدراسة مؤلفات الشيرازي، وبالأخص كتابه الكبير “الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة”، بالإضافة إلى سائر مؤلفاته، والمراجع الأخرى ذات العلاقة.
يطرح هذا الكتاب مجموعة من القضايا المتداخلة بين القانون الدولي والعلاقات الدولية. تتمحور إشكاليتها حول كيفية ترسيم الحدود وتحوّلها إلى سبب للنزاعات الدولية، كما يتضمن قواعد السلم والحرب والدفاع عن النفس بين القانون الدولي والإسلام.
يتضمّن هذا الكتاب دراسة تحليليّة في عناوين اختارها المؤلّف ـ وهو الرجل السياسيّ الخبير ـ تُطلِعُ القارئ على حقيقة الشاه وحُكمِه، فيجد القارئ ـ في ضوئها النفاقَ الدينيَّ والسياسيَّ والفسق والمجون والاستبداد… وقد كان الشاه حريصًا على إظهار خلافها للنّاس.
تقوم هذه الدراسة على مقاربة التجربة التأويلية وفعلها القرائي عند صدر الدين الشيرازي في كتاب مفاتيح الغيب، بحثًا عن نسق تأويلي مضبوط يقوم على قواعد وآليات ضابطة لمساقاته المعرفيّة وأسسه الفلسفية، ومحددة لقضاياه التأويلية، ونسق منفتح على عناصر انطولوجية، سعيًا من الكاتب للإجابة عن إشكالين يصاحبان فصل البحث ومباحثه ومطالبه، وهما: إلى أيّ حد استطاع الشيرازي في مفاتيحه العشرينيّة أن يؤسس نسقًا تأويليًا يكون معبرًا لمنعطف تأويلي عربي آخر؟ وهل يكون النسق وسيطًا يعبر من خلاله للاقتراب من التأويلية الغربية على العموم، ومن تأويلية شلايرماخر على الخصوص؟
وذلك في موضوع موسوم بالنسق التأويلي عن صدر الدين الشيرازي في كتابه مفاتيح الغيب: دراسة تحليلية ونقدية.
إنّ الهدف من دراسة “تاريخ الكلام” هو البحث عن هوية المسائل الاعتقادية وعلّتها وكيفية ظهورها، أي إنّنا، وعبر القيام ببحث كل واحدة من هذه المعتقدات والأفكار الكلامية وتحليلها، لجهة الزمان الذي ظهرت فيه، وعلّة هذه الأفكار وكيفيتها، ننشغل بتحليل التيارات والمدارس الكلامية. وبتعبير آخر، فإنّ نتيجة دراسة “تاريخ الكلام” ستكون عبارة عن التعرف بنحو كبير على التيارات والمدارس الكلامية وتحليلها. وقد قسم الكتب بحثه إلى خمسة عشر درسًا وخاتمة. تحدّث عن تاريخ علم الكلام، وتاريخ ظهوره، مراحل تطور علم الكلام الإسلامي، كلام غير الإمامية في حقبة التنظير، كلام السنة، كلام الإمامية في المراحل الزمنية المختلفة.