المنهج الاعتناقيّ مختصر تطبيقيّ في فلسفة الدين
طارق إدريس
ميّزنا في هذا المنهج الاعتقاديّ بين الفلسفة والعلم، ووضعنا الفلسفة طريقًا إلى الاعتقاد بناءً على محصّلات العلم. وجعلنا مقولة “نتائج العلم مقدّمات للفلسفة” قاعدة عليها يبتنى، ورأينا أنّه لا يمكن الوصول إلى اعتناق سليم من غير مراجعة للعلوم المختلفة، بعدما تابعنا انقسام العلم – في استكشافه العالم – إلى علوم كان على رأسها علما الجماديّات (المسمّى فيزياء)، والأحيائيّات المعنيّ بالكائنات الحيّة الواقعة تحت الحسّ المباشر، أو المقوّى بالآلة.
وعرضنا باختصار لا تعجل فيه للتنظير الفلسفيّ، وكيف يتولّد من أرحام العلم، وكيف يجوز للعلم أن يقطع بنتيجته وكيف لا يجوز؛ لأنّ نفي معطّى من معطيات النظريّة لا ينفي غيره.
ولفتنا أنّ التاريخ بيّن أنّ الحقيقية التي يبحث الإنسان عنها ربّما عبّرت عن نفسها في غابر الزمان. فأضفنا الاحتمال إلى غيره، ولا سيّما أنّ ما يأتي به التاريخ متكامل مضمونه في زعمه الوحدة في الخلق، والتدبير، وصناعة الحياة، وغير ذلك، ولم نغفل عن حاجة التاريخ دائمًا إلى العقل لتصفيته من الشوائب التي علقت به.
يخاطب هذا الكتاب العقول الشابّة، التي تنشد الفهم من غير تشدّق وتفقيه، ولا تستهوي التجادل في دقّة هذا المصطلح أو ذاك، ما دام هذا التجادل لا يقدّم أو يؤخّر.