لا يخفى على متسرع أنه ينبغي السعي في كل زمان من أجل تلبية حاجات المجتمع الإسلامي في مختلف أقسام المعارف الدينية، والاجتهاد في سبيل دفع الشبهات والمغالطات والانحرافات وإزالتها من الأذهان. ومن خلال سلوك هذا الطريق، يمكن تحقيق الاستفادة الكبرى من النور الساطع لسيد الشهداء (ع). في هذا الكتاب، سوف تتضح الإجابة على السؤال التالي: هل الإصلاح الذي كان محط نظر الأنبياء الالهيين والأئمة الأطهار (ع) هو من وجهة نظر “مدعي الإصلاح” قسم من الأعمال اللازمة التي كان ينبغي أن تنجز بواسطة هؤلاء الأنبياء والأولياء، القسم الأخر منها هو ما أخذه “اصلاحيو اليوم” على عهدتهم، وها هو يريدون أن يقوموا به إكمالا لعمليّة الإصلاح هذه؟ أم أن ما يسعى وراءه “اصلاحيو اليوم” ليس فقط لا ينسجم مع الإصلاح الذي كان يرمي إليه الأنبياء والأولياء الإلهيون (ع) كلا بل إن بينهما تضادا كاملا، وما يسمى اصلاحا في منطق هؤلاء ليس في الحقيقة سوى الفساد الذي كان الأنبياء (ع) والأولياء الإلهيون قد نهضوا من أجل مواجهته والتصدي له؟