البعد الأخلاقي في الفلسفة السياسية الحديثة
دراسة مقارنة بين هوبز وهيجل
محمد سماري الكعبي
يمكن القول إنّ هذه الدراسة ذات طبيعة مركبة على أكثر من صعيد، حيث يتمثل التركيب الأول: في محاولة دراسة الفرضية الرئيسة لعنوانها وهو تلمّس وجود الأخلاق في ثنايا فلسفة السياسة على وجه العموم وللفترة الحديثة بالتحديد.
فإننا نتعرض هنا لمعالجة مشكلة من أخطر مشكلات الفكر الإنساني، إن لم تكن على الصعيد العالمي، فهي من أهم مراحل التاريخ الغربي.
أما التركيب الثاني: فيتمثل بعقد مقارنة بين اثنين من أبرز فلاسفة الفترة الحديثة، وهما: هوبز، وهيجل، واللذان كان اختيارنا لهما ليكونا أنموذجين منتخبين يمثلان هذه الفترة لعدة أسباب، أهمها الانطباع العام السائد عنهما، المتمثل بخلو فلسفتهما السياسية من أيّ بعد أخلاقي، إذ عدّ الأول أبرز داعية للحكم المطلق والاستبدادية، والثاني صنّف على أنه من دعاة الحرب، والممهد للكثير من النزعات القومية المتطرفة، وغيرها من المسائل اللاأخلاقية.
أما التركيب الثالث: فيتمثل في أنه وعلى الرغم من محاولة إبراز البعد الأخلاقي في الفلسفة السياسية لكل فيسلوف على حدة، حاولنا عقد مقارنة تخصّ الجانب نفسه مع الفيلسوف الآخر، فإن هذه الدراسة تحتوي على موضوعات متداخلة ومركبة.