إنّ فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يمكن أن تُترك البتّة؛ إذ لو نُسيَت هذه الفريضة في زمانٍ ما، فإنّ الدين سوف يزول، ولن تُقام أيّ فريضة. ولكنّ الشياطين يعملون على وضع مختلف الخطط في هذا المجال بغية أن يخرجوا منتصرين في جميع الجولات.
وفي هذه الأيّام، تُعتبر الحريّة صنم عصرنا، حيثُ يُعبد صنم الحرّيّة هذه مكان الله تعالى. ومن البديهي أنّه لو أخذنا الحريّة بمعناها الغربي – والتي على أساسها لا يحقّ لأحد أن يتدخّل في أمور غيره – فإنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يُصبح منافيًا للحرّيّة باعتباره تدخّلًا في شؤون الآخرين. ومع وجود مثل هذا التنافي، ينبغي على الفرد أن يختار، فإمّا أن يقبل هذه الحرّيّة ويضرب بأحكام الله عرض الجدار، وإمّا أن يسلّم لأحكام الله ويضع هذه الحرّيّة جانبًا. ولهذا يُعتبر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من وجهة نظر الغربيّين فضولًا وتدخّلًا في شؤون الغير، مع أنّه يُعدّ من ضروريّات الدِّين وأوجب الواجبات الإسلاميّة. وعلى أساس هذا التفسير للحرّيّة، فمضافًا إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تُصبح بعض فروع الدين الأخرى كالتولّي والتبرّي والجهاد والحج مرميّةً جانبًا، حتّى تصل الأمور بعد ذلك إلى أن لا يبقى من الإسلام شيء.
في هذا السِّفر كلّ ما يتعلّق بالفريضة العظمى المنسيّة: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، من تعريفها ومراتبها، مرورًا ببيان مصاديق مشتبهة للمعروف والمنكر، وصولًا إلى أساليب الأمر والنهي، واقتراحات عمليّة لتفعيل هذه الفريضة.
الفريضة العظمى – الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي
$8.00
Weight | 0.275 kg |
---|---|
Dimensions | 14.5 × 21.5 cm |