يرى الأستاذ مطهري أن الفلسفة من العلوم التي تتسم بأن تصور مسائلها يكون في الغالب أصعب من إثباتها؛ بخلاف الهندسة الإقليدية مثلًا، التي يعدّ إثبات المسائل فيها أصعب من تصورها.
ومن هنا كان الأستاذ مطهري من الأشخاص الذين ذهبوا إلى أهمية تصوير المسائل الفلسفية، ومن الذين وضّحوها بشكل جيد، يضاف إلى ذلك، أنه غالبًا ما كان يعمد في الاستدلالات إلى تفكيك مقدماتها، وحين الضرورة كان يبحث كلًا منها بشكل مستقل ومبسوط.
باختصار، فإن للأستاذ مطهري تقريرات سلسةّ، مبسوطةً وذات منهج تحليليّ إلى حدّ ما، ما يجعلها عمليةّ ومفيدةّ بالنسبة إلى الطلاب المبتدئين في الفلسفة؛ لكنه وعلى الرغم من ذلك فإنه لا يمكن تصنيف أي من كتب الشهيد مطهري ككتاب “درسيّ”.
من هنا، صمّم مؤلف هذا الكتاب على إعداد كتاب درسيّ مستلّ من مجموعة مصنفات الأستاذ، ليتمكن محبّو الفلسفة من الشروع في الفلسفة الإسلامية من خلال كتاب يتميّز بتقرير سلس مبسوط وتحليلي – إلى حدّ ما – من أستاذ خبير في هذا المجال.