يجد المتأمل أحوال العالم اليوم أنّ أعمال العنف تزداد شراسةً ووحشيّةً بأشكالها المختلفة وأدواتها الفعّالة، وعلى الرغم من عصور التطوّر والتقدّم والثورة المعلوماتيّة والتكنولوجيّة، لكنّ الأصوليّات الاصطفائيّة المذهبيّة أو الدينيّة المتطرفة، التي يشتغل أصحابها بمنطق التكفير وبعقليّة النبذ والاستبعاد والإلغاء، باتت تطفو على السطح، بل تزداد انتشارًا وتفرض نفسها كمرجعيّة أساسية، عبر القتل والتدمير والإرهاب.
في هذا الكتاب، يقف المؤلّف على نموذجَين يشكّلان مصاديقين بارزين لظواهر التعصّب والتطرّف والإرهاب، هما الصهيونيّة والحركات التكفيريّة، محاولًا تقديم معالجة مكتملة عن الدوافع النفسيّة الكامنة خلف توجّهات ومسلكيّات هذه النماذج، مستندًا في معالجته هذه إلى عمليّة التحليل النفسي، التي قوامها أن نعيد النظر في الظواهر التي نفحصها، في محاولة لكشف الرغبات اللاواعية الكامنة والمتخفّية وراء حجاب الظاهر من الأفعال، والدافعة إلى اللجوء إلى هذه الأفعال، وهو بهذا اللحاظ عمل غير مسبوق، نأمل له أن يساهم في إماطة اللثام عن الدواعي الحقيقيّة لمظاهر الإجرام التي باتت تؤرق المجتمع الإنسانيّ اليوم.
سيكولوجيا التطرف والإرهاب – فيصل عباس
$15.00
Weight | 0.520 kg |
---|---|
Dimensions | 14 × 21 cm |