البنية المعرفية لفلسفة الوجود في مدرسة الحكمة المتعالية – حسين صفي الدين

$9.00
Author: حسين صفي الدين

ذهب الفلاسفة إلى أنّ امتياز الذهن البشري مقابل سائر الموجودات يتجلّى في قدرة الإنسان على صياغة الكلّيّات،لكنّنا نجد أنّ الأصحّ القول إنّ الأهميّة البالغة للذهن البشريّ تكمن في إدراك الإنسان للمعقولات الثانية، لأنّ منها فقط يستطيع أن يستنتج قضايا ضروريّة من المفاهيم الكليّة، وبها فقط يستطيع أن يصوغ أقيسةً ويستنتج منها، ويأتي بمعلوم جديد، ويتوافر على فكر منطقي يؤمّن له فلسفةً حقيقيّةً.
إلا أنّ هناك أسئلة كثيرةً يمكن طرحها حول هذه المعقولات؛ أهمّها كيف يمكن أن نكشف حقيقةً، بمساعدة معانٍ ذهنيّة محضة، لا مصداق لها في الخارج ولم تؤخذ منه؟ وهل هذه المعاني تتصل بالخارج بطريقة من الطرق؟ وإذا كانت ذهنيةً محضةً، فكيف يمكننا الاعتماد عليها في معرفة عالم الواقع وكشفه؟
وهناك نوعٌ آخر من المعقولات لا استقلال لها في الوجود ولا حتى في المفهوميّة، فلا يمكن تصوّرها من دون تصوّر غيرها، وهي المفاهيم الحَرفية؛ لكن بالرغم من أنها مجرّد روابط، لكنّ لها دورٌ كبيرٌ في ربط المعاني والمفاهيم المستقلّة. ولعلّ الفرق بين الإنسان والحيوان ليس في تصوّره المفاهيم المستقلّة، وإنما في المفاهيم والروابط غير المستقلّة، فما هي هذه الروابط التي تشكّل أساس التفكير الفلسفي؟
هذه الأسئلة وغيرها مما يرتبط بها هي محل البحث في هذه الدراسة.

Weight 0.320 kg
Dimensions 14.5 × 21.5 cm